الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
907- جَاء بالهَئ والجَئْ. أي بالطَّعام والشَّراب، وقال الأموي: هما اسمان من قولهم "جَأْجَأْتُ بالإبل" إذا دعَوْتَهَا للشرب، و "هَأْهَأْتُ بها" إذا دعوتها للعَلَف، وقال بعضهم: هما بكسر الهاء والجيم، وأما قولهم "لو كان ذلك في الهَئ والْجَىْءِ ما نفعه" فهذان بالفتح، وأنشد: وَمَا كَانَ عَلَى الْهِئِْ* وَلاَ الْجِئِْ امْتِدَاحِيكَا أي لم أمْدَحْكَ لجرِّ منفعة. 908- الجَارَ ثُم الدَّار. هذا كقولهم "الرفيق قبل الطريق" وكِلاَهما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبيد: كان بعضُ فقهاء أهل الشأم يحدِّثُ بهذا الحديث، ويقول: معناه إذا أرَدْتَ شراء دارٍ فَسَلْ عن جِوَارها قبل شرائها. 909- جَرْعٌ وَأَوشَالٌ. الجَرْع: شُرْب الماء ريا، والوَشل: الماء القليل، أي المال قليل وأنت مُسْرِف. يضرب للمبذِّر، أي ترفَّقْ وإلا أتَيْت على مالك. 910- جَالِنِي أُجالِكَ فَالدَّمْسُ مِنْ فِعَالِكَ. جَالِنِي: من المُجَالاة وهي المُبَارزة، من قولهم "جلاَ عن الوَطَن جلاَء" إذا خرج، والدَّمْسُ: الكتمان، يقال: [ص 173] دمَسْتُ عليه الخبرَ، أي كتمته، يقول: بارِزْنِي للعداوة أبارِزك فشأنك المُخَاتلة. 911- جَلَّزُوا لَوْ نَفَعَ التَّجْلِيزُ. يقال: جَلَزْتُ السكيَن جَلْزا، إذا شددت مَقْبِضَه بِعِلْباء البعير، وكذلك التجليز، أي أحْكَمُوا أمْرَهم لو نفع الإحكام يعني هربوا، ولكن القَدَر ألحق بهم ولم ينفعهم الحذر. 912- جِدَّ لامْرِئِ يَجِدَّ لَكَ. أي أحِبَّ له خيراً يحبَّ لك مثلَه. 913- الجَدْبُ أَمْرَأُ لِلْهَزيِلِ. يضرب للفقير يُصِيبُ المال فيطغى. 914- جَرْىُ الشَّمُوسِ نَاجِزٌ بِناجِزٍ. يضرب لمن يُعَاجل الأمر، فيكافئ بالخير والشر من ساعته. 915- اجْعَلْنِي مِنْ أُدْمَةِ أَهْلِكَ. الأدْمَة: الوسيلة، وهي القرب، أي اجعلني من خاصتهم. 916- اجْعَلْ مَكَانَ مَرْحَبٍ نُكْراً. أي اجْعَلْ مكان بِشْرِك وتحيتك قَضَاء الحاجة. 917- جَفَّ حِجْرُكِ وطابَ نَشْرُكِ، أَكلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً. قال يونس بن حَبيب: كان من حديث هذين المثلين أن امرأة زَارَتْها بنتُ أخيها وبنت أختها، فأحسنت تزويرهما، فلما كان عند رجوعهما قالت لابنة أخيها: جفَّ حِجْرُكِ وطاب نَشْرُكِ، فسُرَّتِ الجارية بما قالت لها عمتها، وقالت لابنة أختها: أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، فوجدت بذلك الصبية وشق عليها ما قالت لها خالتها، فانطلقت بنت الأخ إلى أمها مسرورة، فقالت لهما أمها: ما قالت لك عمتك؟ فقالت: قالت لي خيرا ودَعَتْ لي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت جَفَّ حِجْرُك وطاب نَشْرك، قالت: أي بنية، ما دَعَتْ لك بخيرٍ، ولكن دعت بأن لا تشمي ولدا أبدا فيبل حجرك ويغير نَشْرَكِ، وانطلقت الأخرى إلى أمها، فقالت لها أمها: ما قالت لك خالتك؟ قالت: وما عَسَى أن تقول لي؟ دعَتْ الله علي، قالت: وكيف قالت لك؟ قالت: قالت أكَلْتِ دَهَشاً وحَطَبْتِ قِمْشاً، قالت: بل دعت الله لك يا بنية أن يكثر ولَدُكِ فينازعوك في المال ويقمشوك حطبا. 918- أَجَاءَهُ الْخَوْفُ إِلَى شَرِّ شِمِرٍّ. المعنى ألجأه الخوفُ، وردَّه إلى شر شديد. 919- جَارَكَ الأَدْنى لا يَعْلُكَ الأَقْصَى. أي احفظ أدنى جارك لا يقدر عليك ولا على لومك الأقصى. [ص 174] 920- جَدَّ صَفِيُر الْحَنْظَلِىِّ. أصلُ هذا أن رجلين أحدهما من بني سعد والآخر من بني حنظلة، خرجا فاحتفرا زُبْيَتَين، فجلس كل واحد منهما في واحدة، وجعلا أمارة ما بينهما الصفير إذا أبْصَرَا صيدا، فزعموا أن أسدا مرَّ بالحَنْظَلى، فأخَذَ برجله، فَخَبطه الأسد بيده، فَغوَّثَ وصاح صِياحاً شديداً فقال السعدي: جَدَّ صفيرُ الحنظلى، أي اشتد، أي فالهرب فإن قربه شر. يضرب لمن قرب منه الشر ودَنَا.
|